سكر الحمل: الأعراض والعلاج

سكر الحمل: أعراضه، أسبابه، وطرق علاجه

يعد سكر الحمل من المشاكل الصحية التي تصيب النساء الحوامل، ويعني ارتفاع مستوى السكر في الدم أثناء فترة الحمل. يحدث سكر الحمل عادة خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، وهو يختلف عن النوع الأول والثاني من مرض السكري. لا يشترط أن يعاني الشخص من داء السكري قبل الحمل لكي يُصاب بسكر الحمل، ويمكن أن يحدث حتى في النساء اللاتي لم يكن لديهن أي مشاكل صحية قبل الحمل. يُعد سكر الحمل حالة طبية قابلة للعلاج، ولكن يتطلب التشخيص المبكر والمتابعة الدقيقة من أجل حماية الأم والجنين.

أعراض سكر الحمل

تكون أعراض سكر الحمل في البداية خفيفة أو غير ملحوظة، مما يجعل من الصعب اكتشافه دون إجراء الفحوصات اللازمة. عادةً ما تُكتشف الحالة من خلال فحص روتيني يتم أثناء الحمل. ولكن في بعض الحالات، قد تُظهر بعض الأعراض التي يمكن أن تدفع المرأة للتوجه إلى الطبيب. تشمل هذه الأعراض:

1. زيادة في العطش: قد تشعر المرأة الحامل بعطش شديد ومفرط، حتى بعد تناول كميات كبيرة من الماء.

2. التبول المتكرر: بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، قد يزيد حجم البول بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى التبول المتكرر.

3. الشعور بالتعب والإرهاق: يعاني العديد من النساء المصابات بسكر الحمل من شعور عام بالإرهاق، خاصة في الأوقات التي تتطلب مجهودًا بدنيًا.

4. غثيان وقيء: قد تعاني بعض النساء من الغثيان أو القيء، خاصة إذا كانت مستويات السكر مرتفعة جدًا.

5. جفاف الجلد والفم: يحدث الجفاف بسبب فقدان السوائل، مما قد يؤدي إلى جفاف في الفم والجلد.

6. رؤية ضبابية: قد تحدث تغييرات في الرؤية بسبب تأثير مستويات السكر المرتفعة على العينين.

من المهم أن تكون هذه الأعراض معروفة ومراقبة عن كثب، حيث يمكن أن تكون مؤشرا على وجود سكر الحمل الذي يتطلب العلاج.

أسباب سكر الحمل

لم يُعرف بعد السبب الدقيق للإصابة بسكر الحمل، ولكن هناك عدة عوامل قد تساهم في حدوثه. يمكن تلخيص أبرز الأسباب والعوامل المؤثرة في:

1. التغيرات الهرمونية أثناء الحمل: تنتج المشيمة هرمونات تؤثر على قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل فعال. في بعض الحالات، تنتج هذه الهرمونات كميات كبيرة تجعل الأنسولين أقل فعالية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.

2. العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي من مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بسكر الحمل. إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من مرض السكري من النوع الثاني، فقد تكون احتمالية الإصابة بسكر الحمل أعلى.

3. زيادة الوزن والسمنة: النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة قبل الحمل أو في بداية الحمل أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل. السمنة تؤثر على قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل طبيعي.

4. العمر: تزداد احتمالية الإصابة بسكر الحمل لدى النساء اللواتي يتجاوز عمرهن 25 عامًا، خاصة في حالات الحمل الأول.

5. الحمل السابق: إذا كانت المرأة قد أصيبت بسكر الحمل في حمل سابق، فإنها تكون أكثر عرضة للإصابة به في الحمل التالي.

6. الولادة السابقة لطفل كبير الحجم: النساء اللواتي أنجبن أطفالًا بوزن مرتفع (أكثر من 4 كيلوغرامات) يكون لديهن فرصة أكبر للإصابة بسكر الحمل.

7. المشاكل الصحية الأخرى: بعض الحالات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم، متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، أو مشاكل صحية في الغدة الدرقية قد تزيد من احتمالية الإصابة بسكر الحمل.

تشخيص سكر الحمل

يتم تشخيص سكر الحمل عادةً من خلال فحص روتيني يسمى اختبار تحمل الجلوكوز. يتم إجراء هذا الفحص في الأسبوع 24 إلى 28 من الحمل، حيث يتم إعطاء المرأة جرعة من الجلوكوز، ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد فترة قصيرة. إذا كانت القراءة أعلى من الحد الطبيعي، يتم إجراء فحص آخر أكثر دقة لتحديد ما إذا كانت المرأة تعاني من سكر الحمل.

يُعد هذا الفحص ضروريًا لأنه في معظم الحالات لا تظهر أي أعراض قبل أن يصبح السكر في الدم مرتفعًا بشكل كبير، ولذلك فإن فحص السكر خلال الحمل هو الوسيلة الأكثر فعالية للكشف المبكر عن سكر الحمل.

علاج سكر الحمل

في حال تم تشخيص سكر الحمل، فإن العلاج يبدأ فورًا بمجموعة من التدابير التي تهدف إلى تقليل مستويات السكر في الدم والحفاظ على صحة الأم والجنين. يمكن تلخيص طرق العلاج الرئيسية في:

1. التغذية السليمة:

   • من أولى الخطوات في علاج سكر الحمل هو ضبط النظام الغذائي. يجب أن تتبع الحامل نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على كميات محدودة من السكر والكربوهيدرات. يجب تناول وجبات صغيرة ومتوازنة طوال اليوم لضبط مستويات السكر في الدم.

   • يُنصح بتناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، مثل الحبوب الكاملة، الخضروات الورقية، والبروتينات الخالية من الدهون.

2. ممارسة الرياضة:

   • تُعتبر ممارسة الرياضة منتظمة جزءًا مهمًا من علاج سكر الحمل. التمرينات الرياضية تساعد على تحسين استخدام الجسم للأنسولين وتقليل مستويات السكر في الدم. يُنصح بالمشي السريع أو التمارين الهوائية المعتدلة، مع مراعاة استشارة الطبيب حول الأنشطة المناسبة.

3. مراقبة مستويات السكر في الدم:

   • يجب على المرأة الحامل مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام باستخدام جهاز قياس السكر في الدم. يمكن أن يساعد هذا الفحص اليومي في الحفاظ على مستوى السكر ضمن النطاق الطبيعي وتجنب المضاعفات.

4. استخدام الأنسولين:

   • في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى وصف الأنسولين للمرأة الحامل للتحكم في مستويات السكر في الدم. لا يُفضل استخدام الأدوية الفموية لخفض السكر أثناء الحمل.

5. مراجعة الطبيب بانتظام:

   • يجب على الحامل متابعة الطبيب بشكل دوري لتقييم صحة الأم والجنين. قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم أو تأثير السكر على نمو الجنين.

تأثير سكر الحمل على الجنين

إذا لم يُعالج سكر الحمل بشكل مناسب، فإنه قد يؤثر سلبًا على صحة الجنين. من أبرز المخاطر التي قد يتعرض لها الجنين في حال عدم التحكم الجيد في مستويات السكر:

1. الولادة المبكرة: قد يزيد سكر الحمل من خطر الولادة المبكرة بسبب المضاعفات الصحية للأم.

2. زيادة الوزن عند الولادة: ارتفاع مستوى السكر في الدم قد يؤدي إلى زيادة وزن الجنين بشكل غير طبيعي، ما قد يسبب صعوبة في الولادة، أو حتى الحاجة إلى إجراء ولادة قيصرية.

3. مشاكل في التنفس: يمكن أن يعاني الأطفال المولودون لنساء مصابات بسكر الحمل من مشاكل في التنفس بعد الولادة، خاصة إذا كانت الولادة مبكرة.

4. زيادة خطر الإصابة بالسكري لاحقًا: الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بسكر الحمل هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري في المستقبل.

الوقاية من سكر الحمل

على الرغم من أنه لا يمكن منع سكر الحمل بشكل كامل، إلا أنه يمكن اتخاذ بعض الخطوات لتقليل المخاطر، خاصة في النساء اللواتي لديهن عوامل خطر للإصابة. تشمل هذه الخطوات:

• الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل.

• اتباع نظام غذائي متوازن.

• ممارسة الرياضة بانتظام.

• مراقبة مستويات السكر في الدم في حال وجود تاريخ عائلي لمرض السكري.

في الختام، يعتبر سكر الحمل من الحالات القابلة للعلاج إذا تم اكتشافه مبكرًا واتخذت التدابير المناسبة. يساهم اتباع نمط حياة صحي واتباع تعليمات الطبيب في تحسين نتائج الحمل وتقليل المخاطر على الأم والطفل.